قصص واقعية - ضحية استهتار الزوج
وقفت إحدى السيدات تتأوه من الجراح ، وحرارة الألم تحرق أحشاءها من الداخل فتصدر تلك الزفرات الحارة ، وقفت وهي تحكي قصتها المؤلمة ووقوعها ضحية بلا ذنب ولا جرم ارتكبته سوى أنها تزوجت من رجل مستهتر أودى بها إلى الهاوية ..
فهي ها هنا تعيد شريط ذكرياتها وتصور معاناتها بمزيد من الألم عسى أن يكون في كلامها عبرة و عظة .. فتقول ..
"أشياء كثيرة في حياتي ، فمنذ تزوجت زوجي لاه عني بأسفاره وسهراته وحين أحزن كانت أمي تقول : لو كنت أنجبت طفلآ لم يكن هذا حاله ... ، ولأنني لم أنجب فقد كنت أشعر بأن كل ما يحدث حولي كان بسبب عقمي .
كلمات أهل زوجي الجارحة ما كانت لو لم أكن عاقرآ ..."
حياة زوجي المستهترة وغيابه الدائم خارج البيت كله لأنني لا أنجب ..
صرت أحمل نفسي اللوم في كل ما اتعرض له من أمور ، فاستسلمت تمامآ للواقع الذي أعيشه "مضايقات أهل زوجي من جهة و استهتار زوجي من جهة أخرى ..".
تحول البيت الذي أعيش فيه مع الوقت الى جحيم كل يوم مشاجرة مع أهل زوجي الذين يحاولون استفزازي بأي طريقة وبأي شكل لأخرج من البيت و كل ليلة أنزوي بغرفتي أبكي نفسي و أبكي على الحال الذي انتهيت إليه .. حتى حدث ما جعلني أفكر جديآ بالطلاق .
فينما كنت أرتب الخزائن في الغرفة عثرت على مجموعة صور لزوجي مع فتيات فشعرت حينئذ بالصدمة ..
كنت أعرف عن عبثه واستهتاره ولكنني لم أتوقع أن يصل إلى هذا الحد .. لكن الصور التي عثرت عليها كشفت أكاذيبه .
لحظتها كنت ثائرة .. فلجأت الى أمي أخبرها برغبتي بالطلاق ولكن أمي قالت : " ومن يتزوجك ؟يكفي أنك وجدت أحدآ يرضى بك و أنت لا تنجبين ..".
فعدت إلى بيتي ولم أحاول حتى أن أواجه زوجي في الموضوع فقد افهمتني والدتي أن ذلك من شأنه أن يفجر المشاكل بيننا فاقتنعت بكلامها ولزمت الصمت ، ووجدت في النهاية أن الحل في كل المشاكل التي تحيط بي هو الإنجاب فصرت أتردد على عيادات الأطباء على أمل أن أحمل فأنهي كل مشاكلي ..
وشاء الله بعد زمن أن أحمل ، وأنا في غمرة السعادة بهذا النبأ السعيد كنت متلهفة على إخبار زوجي بالخبر ، فبقيت طول الليل ساهرة أنتظر حتى عاد أخيرآ مع خيوط الصباح الأولى .. ولكنه كان في حالة غريبة ، كان زائغ النظرات شارد الفكر ، هالني الحال التي بدا عليها حاولت ان أفاتحه بأمر حملي ولكنه كان غارقآ في حزن عميق ، اقتربت منه أسأله عما ألم به ولكنه قفز بعيدآ عني كمن لدغته حية ..
لا شئ .. لا شئ .. رد صارخآ ..
اندهشت من حالته .. لملم حاجياته بحقيبة وقال .. إنه سيسافر ..
_ الآن ؟!! سألته بدهشة ولم يجب ..
_ قلت : ومتى ستعود ؟ قال : لا أدري لا أدري ..
حيرتني الحالة التي بدا عليها ولم أعرف كيف أبدأ بمفاتحته بالموضوع ؟ كنت فرحة وأنا أزف له تلك البشرى بينما انهمر هو بالبكاء وهو يردد .. لم يعد هناك فائدة ..
اقتربت منه استفسر ولكنه ابتعد صارخآ ..
أنا مريض .. مصاب بالإيدز .. وحمل حقيبته بسرعة وخرج ..
لم أشعر بكراهيتي له مثلما شعرت بها تلك اللحظة ..
والسؤال يحوم في عقلي .. وماذا بشأني ؟ وما أدراني ما إذا كنت قد التقطت المرض أم لا .. ؟ ولو ثبت أنني لم أصب وأن طفلي سليم .. فأي حياة تنتظره وأبوه حياته محكوم عليها بالإعدام بذلك الداء اللعين .. "
نعم هي ضحية استهتار زوجها .. وهو أيضآ وقع ضحية لهذا الداء الخبيث الذي انتشر انتشارآ ذريعآ بسبب الفاحشة والإنحراف الأخلاقي والبحث عن الشهوة المحرمة لذلك كان هذا المرض عقوبة من رب العالمين على هؤلاء المنحرفين ..
وصدق رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حيث قال :
" لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم"رواه ابن ماجه وهو في صحيح الجامع الصغير
وفي كل زمن نرى نبوءة النبي عليه الصلاة و السلام تتحقق فالسعيد من انتصر على نفسه والجمها لجام التقوى حتى يأتيه الأجل وهو على ذلك ...
"واتقوا يومآ ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" البقرة
منقول للأمانة هذة القصة لفتت انتباهى من بين قصص عديدة فقررت انكم لزم اتشوفوها وتقولو رايكم
تحياتى::_-_
ساحر ال